بسم الله الرحمن الرحيم
برلين /07/04/2017/ قامت قوة امريكية من على بارجة عسكرية امريكية بالبحر المتوسط بقصف قاعدة جوية عسكرية يمنطقة الشعيرات في سوريا ، هذا المطار الذي يحوي جنودا سوريين وايرانيين وروس تؤكد تقارير وجود اسلحة كيمياوية بالقاعدة المذكورة انطلقت منها تلك الطائرات التي قصفت منطقة خان شيخون بالقرب من مدينة إدلب بالغاز السام أسفرت تلك الغارة بقتل عدد لا يعرف من الضحايا . وقامت الصواريخ الامريكية بتدمير شبه كامل للقاعدة الجوية المذكورة .
فقد اعتبر وزير الخارجية الالماني زيغمار جابرييل بتصريح اوردته عنه هذا اليوم الجمعة 7 نيسان / ابريل من مالطا ، ان العملية جاءت ردا على عدم توصل مجلس الامن الدولي الى صيغة مشتركة لإدانة بشار اسد ونظامه بقصف الشعب السوري بمنطقة خان شيخون بالاسلحة الكيمياوية والغار السام الذي يعتبر من يستعمله لقتل الشعوب ازدراءً بالدول العضوة بالامم المتحدة وامتهانا للبشرية مشيرا ان العملية العسكرية تتطلب من المجتمع الدولي بذل جهوده السعي بانهاء مأساة الشعب السوري بالحلول السياسية .
جاءت العملية الامريكية ردة فعل على جرائم النظام السوري الاخيرة التي اقترفها بمنقطة خان شيخون ، الا انها جاءت بعد اتفاق مع موسكو لسحب جنودها المتواجدين بالقاعدة المذكورة حتى لا يصاب أحد بأذى وفق تقارير تؤكد ذلك بالرغم من نفي وزير الخارجية الامريكي تيلرسون التقارير تلك . كما ان العملية العسكرية جاءت بعد اتصالات هاتفية جرت بين المستشارة انجيلا ميركيل والرئيسين الامريكي والفرنسي دونالد ترامب وفرانسوا اولند وايضا باتصالات جرت بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين ، كما انها كانت وليدة انتقادات جراء تقاعس المجتمع الدولي اتخاذ سياسة حاسمة ضد نظام بشار أسد . وكانت الحكومة الالمانية قد التزمت الصمت بعدم صدورها قرارا واضحا تدين الجريمة التي اقترفها نظام بشار اسد اذ اكتفت المستشارة انجيلا ميركيل اثناء استقبالها يوم أمس الخميس 6 نيسان /ابريل رئيس وزراء ايرلندا ايندا كيري تأكيدها قيام نظام سوريا بقصفه الأمنين بالغاز السام ، كما اكد على ذلك وزير خارجيتها جابرييل اثناء مشاركته بمؤتمر بروكسل الدولي حول سوريا قبل يوم أمس الثلاثاء . موقف الحكومة الالمانية كان وراء انتقاد رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين تصريح وزارة الخارجية التي أعلنت الى ضرورة التريث لمعرفة الجهة التي قامت بقصف خان شيخون ، مؤكدا انه لا ريب وقوف اسد ونظامه وراء تلك الجرائم فهو كان قد قصف مناطق كثيرة في سوريا بالاسلحة الكيمياوية والغاز السام ، مشيرا الى ان موسكو وطهران تقومان بتعطية جرائم اسد ولولا روسيا وايران لانتهى نظام اسد منذ الاسابيع الاولى من انتفاضة الشعب السوري عام 2011 .
وانتقد رئيس مؤتمر ميونيخ للآمن والسلام الدوليين السفير فولفجانغ ايشينجر تلك التصريحات التي تطالب بجذب بشار اسد لمحاربة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / وبالتالي بقائه بالسلطة مؤقتا يخسر وجهه سياسيا وانسانيا ومعنويا مشيرا ان العملية العسكرية الامريكية الاخيرة جاءت متأخرة وضمن اتفاق بين واشنطن وموسكو .
ولا تعتبر الضربة الجوية لقاعدة الشعيرات انتهاكا لحقوق الشعوب فالدستور الذي قامت عليه منظمة الامم المتحدة الذي يحمل المادة الرابعة من حقوق الشعوب يؤكد استعمال القوة لوضع حد لإبادة شعب والعمل على انهاء حرب داخلية وخارجية تستهدف شعب من شعوب العالم ، ولذلك فان الامم المتحدة أعطت ضوءها الاخضر في الحرب التي شنتها صربيا ضد الكوسوفو عام 1999 واعطت ضوءها الاخضر لانقاذ الشعب الليبي بانتفاضته ضد الطاغية معمر القذافي عام 2011 بالرغم من معارضة موسكو وبكين . الا أن الضربة العسكرية الامريكية على قاعدة الشعيرات جاءت بعد اتفاق تم بين الادارة الامريكية والكرملين لحفظ ماء وجه امريكا الذي فقدته ، وهي ايضا عمل خبيث محاولة واشنطن وموسكو وطهران والدول المؤيدة لبشار اسد جذب تأييد لنظام اسد الا ان عواصم الدول المذكورة ستفشل بمخططها .
هـ/ع
Haitham Aiash- Postfach 080442, 10004 Berlin- Tel.: 030- 22488980/F22488981- Mob.: 0175- 1600631